تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القديسة كاترينة السيانية في 29 نيسان من كلّ عام. هي قديسة التقوى والجهاد البطولي ومعلِّمة الكنيسة.
ولِدَت كاترينة في مدينة سيينا- إيطاليا، عام 1347. تميّزت بحبّها للعذراء مريم، ومالت منذ طفولتها إلى عيش الوحدة، وكانت تمارس الصلاة والتأمّل باستمرار. وقد خصَّها الربّ برؤى سماويّة، وهي في السادسة من عمرها. ولمّا بلغتِ السابعة، اتّخذت يسوع خطيبًا لها ونذرت بتوليّتها له، واعتقدَت أنّه سلّمها خاتمًا علامة الخطبة يحمل ثلاث جواهر، رمزًا للمشورات الإنجيليّة، وهي: الطاعة والعفة والفقر.
ولمّا بلغت كاترينة الخامسة عشرة من عمرها، انضمَّت إلى الرهبنة الثالثة للقديس دومينيك. وفي خلال تلك المرحلة، عاشت بهدوء في منزل أسرتها، ناشدةً العزلة والتقشّف والصوم. ومن ثمّ انطلقَت لتخدم المرضى وتُحسن للفقراء. وفي خلال إنجازها أعمالها الصالحة، انجَذَبَت أكثر فأكثر إلى العالم، فراحت تسافر داعيةً إلى الإصلاح.
ومنذ العام 1375، بدأت كاترين بإملاء الرسائل. رفعت دعوى قضائية من أجل السلام، وأسهمت في إقناع البابا غريغوريوس الحادي عشر في أفينيون-فرنسا، بالعودة إلى روما. وهكذا أدّت دورًا أساسيًّا في إعادة البابوية إلى روما، بعدما كان مقرّها في فرنسا لنحو سبعين سنة (1309-1377). وقد صنع الله من خلالها كثيرًا من الآيات المقدّسة.
اشتهرَت كاترينا بتواضعها، رغم كلّ ما بلغته من شأن ونفوذ لدى عظماء العالم. أخيرًا، وبعد حياة مكلَّلة بالتقوى والجهاد البطولي، رقدت بعطر القداسة عام 1380، تاركةً كتابات قيّمة. وقد رفعها البابا بيوس الثاني قديسة على مذبح الربّ عام 1461. وفي العام 1970، أعلنها البابا بولس السادس معلِّمة للكنيسة، نظرًا إلى ما تضمّنته تعاليمها من قيم روحيّة.